سلتنا الأنثوية في حالة موت سريري والحلول ما زالت غائبة

يبدو أن الصورة الحزينة لسلتنا الأنثوية في ظل اتحاد السلة السابق

fiogf49gjkf0d


لن تستطيع محاولات العطارين تجميلها لأنه وكما قال أهل الأمثال (لن يصلح العطار ما أفسده الدهر) فحالة التراجع التي تنهش في مفاصل اللعبة ظهرت بشكل واضح وجليل خلال مباريات هذا الموسم والمستويات الهزيلة والفوارق الرقمية والطابقية التي ظهرت مؤكدة بأن سلتنا الأنثوية ما زالت بعيدة كل البعد عن مواكبة التطور الحاصل في مثيلاتها في البلدان المجاورة وأكبر دليل على صحة كلامنا السلة الأنثوية اللبنانية.‏‏


واقع صعب‏‏



إذا كانت سلة رجالنا متراجعة فإننا اكتشفنا ذلك عبر المستوى الضعيف لمنتخباتنا الوطنية في أخر مشاركاتنا الخارجية وقد أشرنا سابقاً إلى الكثير من السلبيات التي أودت بسلتنا إلى هذا المستوى ، إلا أن سلتنا الأنثوية مازالت في عالم النسيان واتحاد السلة السابق لم يستطع أن يطورها قيد أنملة لا بل أنها تراجعت في عهده إلى حد التلاشي ما جعلها تدخل في ثبات دون أن يحرك أحد ساكناً لنجدتها أو لإنقاذها‏‏


حقيقة مؤلمة‏‏


إن الواقع الحالي لسلتنا الأنثوية والرؤى المستقبلية لأنديتنا لا تبشر خيراً ولا تدل على بارقة أمل في القريب العاجل ،فالإدارات الأندية وجماهيرها منشغلة بسلة الرجال ولا يهمها وجود السلة الأنثوية في غرفة الإنعاش بحالة موت سريري ،ما دامت سلة الرجال المدللة تغنج كيفما تشاء وتحصل على ما تريد من الأموال والدولارات ، دون أن نلمس أي تحركات جادة لانتشال الأندية المتدهورة في هذه اللعبة والتي باتت مشاركتها في الدوري لمجرد المشاركة ليس إلا ، فقبل موسمين انسحبت سيدات الجيش من الدوري وتلاشت اللعبة في أحد أكبر الأندية السورية تحت حجج واهية وغير مقنعة ، وسيدات نادي بردى حالهن كحال نهرنا العظيم التي جفت ينابيعه ،ونادي الثورة لله يا محسنين مرة فوق ومرة وتحت، وكذلك الحال عند سيدات قاسيون فرغم وجود المال إلا أن الفريق لم يتطور وبقي ضمن فرق الوسط ،وفي محافظتي حمص وحماة فاللعبة غائبة غائبة ،وأندية ساحلنا الجميل تلوب جزعة عن أموال لفريقها الكروية وكرة السلة بمجملها على هامش اهتماماتها بعد أن اعتادت على الهبوط الصعود من وإلى دوري الأولى ,وأندية الشهباء ما زالت على قيد الحياة واعتلائها لمنصات التتويج في المسابقات المحلية ليس دليلاً على تطور مستواها وإنما على حساب تواضع وتراجع مستوى باقي الأندية‏‏


لا بد‏‏


لم نلحظ خلال مؤتمر اللعبة الأخير أي مداخلة تخص هموم وشجون هذه اللعبة من أي ناد ، وكأن أمر هذه اللعبة لم يعد يثير اهتمام أحد ، ، لذلك إن واقعها يتجه من سيء إلى أسوأ والحلول ما زالت بعيدة أو مبعدة، فهل نقف وقفة صادقة مع أنفسنا نبحث فيها عن كيفية الخروج من عنـــق الزجاجـــة وإعادة الروح لهذه اللعبة، أم ستبقى مســـتمرة في النزاع وحالها لن يتغير ما دامت مؤتمراتنا نبحث فيها عن إذونات السفر والمراقبات والبروظة والكلام المجاني ، وعلى الاتحاد الحالي صب جل اهتمامه بهذه اللعبة والعمل على إيجاد الحلول الناجعة لها وليس عيباً ضم جميع الخبرات العاملة في هذه اللعبــــة للاستفادة من خبراتهم في رسم إستراتيجية بعيدة المدى تقينا شر الانتكاسات والخيبات التي توالت على سلتنا الأنثوية وفي حال لم نلمس أي خطوات في الاتجاه الصحيح فعذرونا لأننا سنطبق المثل الشعبي القائل: ( فالج لا تعالج).‏‏


مهند الحسني‏‏

المزيد..