تسويق الذات

ليس مستغرباً ما تعانيه المؤسسة الرياضية من شح مادي, فهو أمر لا جدال في أمره خاصة بعد أن استنفدت المؤسسة كل ما لديها من موارد غاية في الضآلة واعتمادات مالية لا تكاد تكفي سوى القليل من


المشاركات الخارجية والاستعداد للاستحقاقات التي اعتادت رياضتنا على المشاركة فيها وفي المقابل فإننا نجد مطالبة للمؤسسة الرياضية بما لم تعد تقدر عليه دون أن تترافق تلك المطالبة بتأمين الكفاف لرياضتنا, ولوازم الرياضيين من ألبسة وأدوات على أقل تقدير, وبدورها فإن البرجوازية الصناعية, وخاصة تلك التي تشتغل بالأدوات الرياضية وتتاجر بها تقف مكتوفة الأيدي تجاه كل ما يحصل دون أن تقدم ما عليها, أو ما يترتب عليها نتيجة الإعلان المتنقل »الرياضي« الذي يحمل شعارها وتجني من ورائه الثروات الباهظة ولا عجب من ذلك, فالبرجوازية الصناعية عندنا تعودت أن تأخذ أضعاف ما تدفع, أو لنقل إن ما تدفعه باليمين تنتظر مقابله الأضعاف في يدها الشمال, وفي أحسن الحالات فإن من يدفعون للرياضة هم وحدهم الذين يسوقون لأنفسهم ولشهرتهم, ولغايات شخصية أصبحنا نعرفها جميعاً, وحين يتدخل رئيس الاتحاد الرياضي العام شخصياً لتأمين الكفاف للرياضيين ولكي يذهب رياضيونا بماء الوجه إلى الاستحقاقات الخارجية فهذا يعني أن وضعاً مأساوياً قد وصلت إليه المؤسسة الرياضية, وعلى المعنيين المباشرين القيمين على الرياضة أن يجدوا له حلاً, وإن اقتضى الأمر تشكيل لجان مهمتها توفير السيولة النقدية للمؤسسة الرياضية على غرار ما يحصل في الدول التي تدر عليها الرياضة والاستثمارات الرياضية أموالاً طائلة, وإن كنا نشك بجدوى الحلول المطروحة حين يتعلق الأمر بالقطاع الخاص, فعقلية الأخير مازالت متمسكة بتحقيق المزيد من الأرباح دون أن توظف جزءاً من تلك الأرباح في عملية التنمية الرياضية, إلا إذا كانت ستحقق لها منفعة شخصية وسريعة.‏

المزيد..