بين المدرب المحلي والأجنبي.. المهم تجاوز عقبات آليات العمل القديمة

متابعة – مهند الحسني: يدمن البعض من أهل اللعبة بشكل دائم على لعبة شد الحبل كلما بدأ بناء المنتخبات الوطنية وإعدادها، والتسرع بإطلاق الأحكام مسبقة الصنع لمردود هذه المنتخبات،


‏‏


يطالبون بالمدرب الأجنبي الذي فشلت معه تجاربنا على مدى عقد من الزمان، وعندما ندخل معترك المنافسة ونخرج منها بخفي حنين، نجعله كبش فداء، وتتعالى الأصوات لزيادة الثقة بكوادرنا الوطنية ثم لا يلبثون هم أنفسهم أن يضربوا عرض الحائط بإمكانات هذه الكوادر، ويقولون المدرب الأجنبي أفضل، نفس القصة ونفس المنوال نسمعه لدى أي منتخب. فهل ضالة منتخبات سلتنا سيكون حلّها بيد المدرب الأجنبي؟ وهل نحن قادرون على التعاقد مع الأفضل منهم، وننجح في تأمين أبسط مقومات العمل لهم؟ أما إن سلتنا ستبقى أسيرة مدربينا الوطنيين الذين يعانون الأمرين في علمهم دون أن نوفر لهم أبسط شروط العمل الصحيحة؟‏


حيال هذا الموضوع استطلعنا آراء أهل الخبرة، ومعكم نمضي:‏


اللاعب رامي مرجانة: الإمكانات المادية‏


أنا مع فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي لكن بشرط أن يكون من مستوى عال جداً جداً، وهذا الشيء بحاجة إلى إمكانات مادية كبيرة، ونحن غير قادرين على تأمينها في الظروف الحالية التي يعيشها البلد، وأن يكون هناك فترة تحضيرية جيدة ومثالية ومستمرة، وأن يكون لدينا لاعب أجنبي مجنس من طراز السوبر ستار، يكون بمثابة العقل المفكر للمنتخب، أما بالنسبة للمدرب الوطني، أعتقد بأن المدرب هادي درويش هو الأنسب والأفضل بالفترة الحالية، وحقق حسب الإمكانات المتاحة لديه فوزاً هاماً على المنتخب السعودي سيكون كفيلاً بوضعنا في الدور الثاني من التصفيات.‏


المدرب جورج شكر: الاستقرار‏


أنا أعرف هموم وشجون المدربين الوطنيين، وهناك جزء كبير منهم يعمل على تطوير نفسه بشكل مستمر، وبات لديهم خبرة تدريبية جيدة، لكن الحقيقة غالباً ما يفتقد المدرب الوطني أثناء عمله إلى مقومات كثيرة، يأتي في مقدمتها غياب التحضير الجيد من معسكرات ومباريات ودية قوية تخدم اللاعبين. مع نهاية كل مرحلة يجب أن يكون هناك إعادة تقييم، ووضع السلبيات قبل الإيجابيات، مرحلة المدرب الصربي لمنتخبنا ماتيتش لو كان هناك تقييم حقيقي لها لما توصلنا لقرار إنهاء عقده، لكن هذا كان قرار القيادة الرياضية السابقة.‏


المنتخب الحالي بمدربه الوطني وصل للهدف الذي نرنو إليه، وهو الفوز على المنتخب السعودي الذي وضعنا بمركز جيد على لائحة المجموعة، وهذا سيعطينا دافعاً قوياً لتحقيق انتصارات قادمة على منتخبي قطر والسعودية.‏


أنا مع الاستقرار بحيث تكون قراراتنا سليمة وعلمية تتناسب مع كل مرحلة، وأن يكون التوجه نحو المدرب الأجنبي مدروساً، وليس لمجرد التعاقد معه فقط، ودون استقرار بجميع أشكاله لا يوجد نتائج جيدة وإيجابية.‏


ياسر حاج إبراهيم: الفئات العمرية‏


لا أعتقد بأن المدرب الأجنبي سيحقق لنا النتائج التي نتمناها بهذه السهولة، مدربان أجنبيان قادا منتخبنا، ولم نخرج بشيء يرضينا، نحن قبل التعاقد مع أي مدرب يجب أن نعيد بناء كرة السلة السورية، وأن نصب جل اهتمامنا على الفئات العمرية، أين منتخبات الميني باسكت؟ أين دوري الفئات العمرية القوي والمدروس؟ وإذا كانت إمكاناتنا تسمح لنا بالتعاقد مع مدرب أجنبي، فيجب أن يكون للفرق الصغيرة حتى يعطيهم ألف باء كرة السلة العصرية والمتطورة، ولا ضير في أن تتعاقد جميع أنديتنا مع مدربين أجانب من أجل أن تتطور، وهذا من شأنه أن ينصب في بوتقة المنتخب الوطني.‏


عمر حسينو: قناعات وإجابات‏


تعاقد اتحاد السلة في التصفيات الآسيوية الأخيرة مع مدرب أجنبي، فماذا استفاد منه، وأين وصلنا بمنتخبنا معه؟ قبل التفكير بالتعاقد مع المدرب الأجنبي لابد من وضع استراتيجية جديدة للعمل، أنا سمعت بأن رئيس المنظمة الرياضية وافق على فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي للمرحلة القادمة، فهل هذا التعاقد سيكون طويل الأمد، أم إنه لمرحلة آنية، ولماذا اتحاد السلة غيّر قناعاته بالمدرب الوطني طالما كانت لديه قناعة سابقة بالمدرب هادي درويش، وهل كان هذا التغيير استجابة لنداءات الشارع الرياضي، أم إنه جاء عن دراسة علمية صحيحة؟ هناك الكثير من الأسئلة يجب أن نجيب عنها قبل اتخاذ قرار التغيير. بالنهاية لا يمكن أن نستفيد من المدرب الأجنبي أو الوطني طالما آلية العمل بقيت على حالها بهذه الطريقة البدائية.‏


عزام الحسين: فكر قديم‏


قلتها سابقاً، وأقولها الآن لن تفيدنا تجربة المدرب الأجنبي، وستكون النتيجة نفسها التي وصل إليها الصربي ماتيتش وقبله نيناد (الخسارات)، والسبب نوعية اللاعبين المتوافرة حالياً بالمنتخب، أنت تحتاج لمن يدعو مجموعة اللاعبين الصحيحة وبحيادية، ودون تدخلات من أحد، كما كان يحصل سابقاً (محاباة بعض الأندية) وترتيب هذه المجموعة بأفضل شكل للاستفادة منها بأرض الملعب فنياً، والمدرب الوطني قادر على إيجاد التوليفة الصحيحة أكثر من الأجنبي الذي لا يعلم شيئاً عن المعطيات الحالية.‏


وإذا كان لابد من الأجنبي، فيجب أن يكون كلاعب يدعم الصفوف، وخاصة أن المنتخبات القوية تستعين به، وليست المشكلة الكلية بالمدرب، هو جزء من مشكلة نعم، لكن لديك مشاكل أخرى أهم، مثل فكر اتحاد السلة القديم الذي يقبل بأن نكون صغار القارة، وهذه حدودنا والروح الانهزامية، ورمي الفشل على الأندية.‏


للاتحاد دور كبير حين يعامل المنتخب باحترافية عالية من تجهيز وتحضير ومال ومعسكرات، وحين يدخل اللاعب الأجنبي على الدوري سيرتفع مستوى المنتخب، وأكبر دليل تجربة نادي الوثبة بدبي، لا أعلم لِمَ تم إلغاء الأجنبي بعدها بالرغم من أنه قرار مؤتمر، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس ويجب الاستفادة منها إدارياً وفنياً.‏

المزيد..