متابعة – أنور الجرادات: لم تكن البطاقات الصفراء وحتى الحمراء التي يتلقاها لاعبو أنديتنا المحترفة بالدوري وحتى تصرفاتهم مع حكام المباريات ومع لاعبي الفرق المنافسة سوى دليل مباشر على غياب الفكر الاحترافي لدى لاعبينا.
|
حيث تؤكد هذه التصرفات الرعناء عدم فهم لاعبينا وخاصة منهم المحترفين بأنهم محترفون على الورق فقط! فهم مرتبطون بعقود رسمية مع أنديتهم وبمرتبات شهرية وحوافز أخرى مقابل اللعب بتفرغ وكأن ذلك يجسد مفهوم الاحتراف الحقيقي لكرة القدم والذي هو أكبر من ذلك بكثير.
مفهوم خاطئ
إذا كان اللاعب غير منضبط في حضوره وانصرافه، وغير منضبط في نظامه الغذائي اليومي وغير منضبط في جدوله اليومي بالسهر الطويل والاستيقاظ في أوقات متأخرة، وغير منضبط في عاداته الأخرى كشرب المعسل والدخان، وإضافة إلى ذلك غير واعٍ بأنظمة كرة القدم وأسلوب خوض اللقاءات الدولية فكيف نطلق على من يجمع هذه الصفات مسمى محترف ؟
ومفهوم الاحتراف واسع ويتعدى مفهوم مقدم العقد والانتقال بعد سن الثامنة والعشرين وهو ما أجزم بأن الكثير من اللاعبين لا يتجاوز مفهومهم للاحتراف هاتين النقطتين، لكن العتب هنا ليس على اللاعب وحده بل هو على إدارات الأندية والتي يغيب عنها العمل الاحترافي الإداري حيث يصطدم أمامها تطبيق الاحتراف الكروي وخصوصاً عند المطالبة بالتمارين الصباحية، فلا يمكن توفير أي إداري مع الفريق في الفترة الصباحية وذلك لارتباطهم بأعمال خاصة لا تسمح لهم بالتواجد داخل الأندية إلا في الفترات المسائية فقط ، ولا يمكن أن يضحى أي موظف بوظيفته لكي يعمل في أندية تتوالى أنظمتها الإدارية بشكل شبه سنوي.
أمية لاعبينا
حقيقة نسبة كبرى من لاعبينا محدودو المؤهل وبكل تأكيد أنهم لم يقرؤوا يوماً كتاباً يعرض ولو بطريقة ميسرة وسهلة نظام كرة القدم وقوانينها بل وحتى ولو كان ذلك عن طريق شريط فيديو يعرض في أوقات المعسكرات الطويلة، اعتدنا ألا نتفاجأ حينما يحتسب حكم في البطولات المحلية ضربة حرة غير مباشرة ثم نرى أحد اللاعبين يتقدم لتسديدها داخل المرمى مع أن الفرق بين الضربات غير المباشرة والمباشرة يعد من مبادئ كرة القدم فكيف حينما يصل الأمر إلى النقاط والتفرعات الأخرى في تلك المبادئ وكيفية معرفة اللاعبين إليها ؟
تثقيف
و لوسائل الإعلام أيضاً دور في تثقيف اللاعبين الناشئين منهم على وجه الخصوص وإن كان صغار السن يعتمدون بشكل كبير في الوقت الحالي على مشاهدة البطولات العالمية وهو ماسيسهم ولو كان بطريقة غير مباشرة في رفع مستوى الثقافة الرياضية لدى اللاعبين.
وماذا بعد ؟
والسؤال الذي يجب طرحه على لاعبينا المحترفين: هل فعلاً أنتم مقتنعون بأنكم تستحقون أن يطلق عليكم لاعبون محترفون ؟ وهو سؤال صعب الإجابة عنه من قبلهم لأنهم لا يعرفون ما معنى الاحتراف الحقيقي إلا ما سيقبضون من مبالغ لقاء توقيعهم لعقد بينهم وبين النادي الراغبين باللعب معه ..فهل احتراف لاعبينا هو للمال فقط ؟