بعد أن وصلت رحلة المنتخب الأول إلى نهايتها…هل نجرؤ على المحاسبة أم أنّ الجمهور هو من سيدفع الفاتورة كالعادة?
لنتفق أننا لم نكن نتوقع تأهّل منتخبنا الوطني بكرة القدم إلى النهائيات الآسيوية عبر بوابة المجموعة
الثانية التي ضمّت على جانب منتخبنا منتخبين موندياليين هما إيران وكوريا الجنوبية, ولنعترف أيضاً أن نتائج منتخبنا في هذه التصفيات لم تكن سيئة لدرجة الإهانة كما كانت في مناسبات سابقة, ولكن ما يجب أن نقتنع به وندافع عنه هو (شرف المحاولة) وقد حاول أفراد المنتخب وجهازه الفني قدر المستطاع التمسّك بهذا الشرف ولكن كان هناك من يعطّل جدية المحاولة وهنا بيت القصيد…
|
خمس نقاط هي كلّ رصيد منتخبنا في خمس مباريات والمفارقة أن النقاط الخمس حصلنا عليها خارج ملعبنا فيما لم نحصل في ملعبنا على أي نقطة وهذه مسألة تستدعي الوقوف عندها…
هناك من أخلص العمل وبالتالي يستحقّ الثناء والتقدير, وهناك من أحبط النفوس ويستحقّ الملامة على أقلّ تقدير, وهناك من تقاعسَ وتأخّر ويستحقّ العقاب والمساءلة فهل نمتلك الجرأة على فعل ذلك?
|
نحن في (الموقف الرياضي) سنقدّم الوقائع عاريةً ونترك لأصحاب الشأن مراجعة هذه الحقائق والتباحث فيها مع الإشارة إلى أنّه في عام 1996 وفي حادثة فريدة من نوعها ولم تتكرر طُرح موضوع المنتخب الوطني على طاولة البحث في مجلس الشعب كاستجابة مشكورة على ما نشرته (الموقف الرياضي) آنذاك فهل يعيد الزمن دورته بعد عقد من الزمن?
إن كانت لعباً فقط!
|
إن كانت الرياضة ومنها كرة القدم لعباً فقط فقد كانت أجمل في الحارات وأثناء السيران وفي ساعات الترفيه المدرسية, وإن كانت عملاً وطنياً كما فهمنا وعشناها فإن خللاً كبيراً أصاب هذا العمل وفي جميع مفاصله وبالتالي فالحدّ الأدنى من القصاص هو تعرية الحالة تماماً وهذا ما نستطيع فعله في الإعلام, ومن ثمّ التحقيق بأسباب هذا الخلل وصولاً إلى الجزاء العادل الإحسان بالإحسان والتقصير بالعقوبة وهذا ما نتمنى من غيرنا أن يفعله وفقاً لصلاحياته ومسؤولياته…
يستحقّ الثناء
يستحقّ الثناء والتكريم كلّ من بذل جهداً صادقاً في سبيل إخراج كرتنا من عجزها وضعفها إلى ساحة المنافسة وإن لم يُكتَب لمحاولته النجاح..
هناك لاعبون يستحقّون التكريم لأنهم لبّوا دعوة المنتخب دون تردد على الرغم من الإهانات التي تعرّضوا لها, وهناك مدربون وإداريون قبلوا العمل في ظروف صعبة, وهناك مسؤولون رياضيون كرّسوا كلّ وقتهم للمنتخب, وهناك إعلاميون شاركوا المنتخب كلّ همسة في إعداده.
ويستحقّ العقاب
ويستحقّ العقاب كلّ من جعل من المنتخب مطيةً يعبر فوقها على مصالحه الشخصية, وكلّ من قصّر في دعم هذا المنتخب وكلّ من وضع نفسه حجر عثرة في طريقه, وكلّ من طفّش مخلصاً أو تبنّى متلوناً وكلّ من وجد العذر لنفسه ليبتعد عن المنتخب وكلّ من قبل هذا العذر, وكلّ من أحبط المنتخب أو لم يبادر لمؤازرته من لاعبين ومسؤولين ومدربين وإعلاميين وغيرهم..
أعتقد أنّ المشهد واضح تماماً وليس بحاجة لمزيد من الإيضاح ويبقى العمل القادم على عاتق من هم خارج المؤسسة الرياضية لأنه لا يجوز أن يكون من بداخلها هو الخصم والحكم.
معقول!
أعود للقول: سبق منتخب كوريا إلى حلب في شباط الماضي (42) صحفياً وفريق طبّاخين وكشّافين ومترجمين, أما نحن فقد ذهبنا إلى كوريا ب (15) لاعباً فقط فهل هذا معقول?
هل يُعقل ألا يكون على دكّة البدلاء غير (3) لاعبين وحارس مرمى?
من المسؤول عن هذا الذلّ الكروي أيها السادة ومن سيدقّ على صدره ويتكفّل بمعاقبة المسؤول?
هل المنتخب الوطني هو فريق حارات حتى يقدّم نفسه بهذه الطريقة?
هل المنتخب الوطني ملك زيد أو عبيد من الناس حتى يهيننا بهذا الحضور المخجل?
والله العظيم شعرتُ بالقهر والمعلّق خالد الغول على قناة (أرت) يكرر هذه المعلومة أكثر من مرّة?
نادي الكرامة أيها السادة يأخذ معه في كلّ مباراة خارجية من يجمع الكرات ومن يهتم ويحرس ملابس اللاعبين فهل يكون نقيض ذلك في المنتخب ويسافر بلا لاعبين?
كم مرّة?
كم مرّة قرأنا هذه العبارة: واعتذر اللاعب الفلاني لأسباب خاصة! ما هذه الأسباب أيها السادة التي تحول بين لاعب وبين مهمته الوطنية مع المنتخب وأي قناعة هذه التي امتلكها ذلك المسؤول الرياضي الذي وافق للاعب على هذا العذر?
إن نسيتم أسماء اللاعبين الذين اعتذروا عن المنتخب فبإمكاننا أن نذكركم بها إن كنتم تنوون عملاً صحيحاً ولو مرّة واحدة في هذا العمر!
لا أريد أن أذكر جميع اللاعبين الذين التزموا مع المنتخب في جميع الظروف ولكن أريد الإشارة إلى لاعبين مميزين من حيث الظروف التي عاشوها ومع هذا لم يتأخروا عن المنتخب وفي مقدمتهم الحارس مصعب بلحوس الذي كان بحقّ ورقة التوت التي سترتنا وأبعدتنا عن خسارات مذلة في هذه التصفيات وزياد شعبو الذي لعب بروح كلّ مباريات التصفيات وماهر السيد الذي لم يتردد بالعودة للمنتخب رغم الذلّ الذي تعرّض له من قبل المدرب السابق ومن اتحاد الكرة وطارق جبّان الذي عاد للمنتخب حين ناداه ومجد حمصي الذي كان يسعى لتمثيل المنتخب ومثّله وغيرهم من اللاعبين المخلصين ولن أشير للاعبين الذين حامت حولهم الشكوك في مواقف كثيرة واتحاد الكرة قبل غيره يعرفهم ويعرف ظروف كلّ منهم كما أن التحية واجبة للجهاز الفني بقيادة المدرب فجر إبراهيم الذي تصدّى للمهمة في ظروف صعبة.