دمشق- زياد الشعابين:ينظر إلى ألعاب القوى على أنها أم الألعاب وهي من الألعاب المحببة والشيقة التي لاتحتاج إلى الكثير من ممارستها بينما ينظر البعض الآخر إلى أنها من الألعاب الجافة والصعبة
|
وقد عانت اللعبة في الآونة الأخيرة الكثير الكثير إن لم يكن في تراجعها بل في عدم تقدمها وتألقها ولايمكن أن ننسى أو نغفل البريق الذي يومض هنا وهناك بين الفينة والأخرى.
للحديث عن هذا الموضوع والحلول له كان اللقاء التالي مع المدرب الوطني عماد سراج والذي خرج العديد من الأبطال على المستوى العربي والقاري والذي «أجمل» إجابته على استفساراتنا بمايلي:
لكل انجاز رياضي مقومات للنجاح وتعتمد على ثلاثة اللاعب- المدرب والامكانات وتشمل اللاعب والتجهيزات والادارة والبطولات والمعسكرات أي لاتكفي وجود الخامة الرياضية بدون وجود مدرب متمكن بصقلها أو بالعكس ويكتمل عملها بالامكانات التي ذكرت أعلاه وأي خلل بها سيؤثر سلباً على هذا الانجاز أو سيؤخر الوصول إليه أو نسبة نجاحه.
وأضاف السراج: يعتمد هذا كله على الاستمرار بالتدريب والدعم والالتزام وخاصة في لعبة كلعبة ألعاب القوى «أم الألعاب» والتي هي من الألعاب الصعبة التدريبية لاعتمادها على الزمن والمسافة أي الرقم وتحتاج إلى جهد كبير كونها تحتاج لكل عناصر اللياقة البدنية والحجم الكبير من التدريب بل أنها تعتبر من الألعاب الجافة لصعوبتها في تحدي الذات لتحقيق الأرقام وخاصة للصغار ومن الصعوبات استقطاب الصغار إليها والاستمرار بها وخاصة بظروف الاحتراف الرياضي الشكلي الحالي وبانقطاع البطولات الداخلية للعبة منذ العامين والتي هي المنبع الأول لاكتشاف اللاعب والملاذ والهدف الوحيد للتدريب وخاصة مواهب الصغار.
وأردف مدربنا قائلاً: ومن الصعوبات أيضاً التدريب في ملاعب مكشوفة وعلى مدار العام بالإضافة لذلك يأتي هنا الافتقار إلى القاعدة وانعدامها أحياناً ببعض المسابقات والعمل على هذه الوتيرة وأما اللاعبون الكبار فهي تحتاج منهم إلى الاستمرار وعدم الانقطاع ولا لمجرد أيام عن التدريب بالإضافة للتفرغ الكامل لذلك للوصول إلى الانجاز ورغم ارتفاع مستوى اللعبة عربياً وآسيوياً إلا أن الكثير من اللاعبين يحققون مراكز متقدمة على الصعيدين والوصول إلى الأدوار النهائية فيها.
وأشار الكابتن عماد إلى أن مرحلة البطولات والمعسكرات أو انعدامها أو اقتصارها على لاعب أو لاعبة سيكون له تأثير سلبي على تقدم اللعبة وتطور اللاعبين وخسارة ماوصلوا إليه والجهود التي بذلوها في سني عمرهم السابقة وأيضاً على نفسيتهم خاصة عند النظر لباقي الألعاب التي لها النصيب الجيد والمقبول من المعسكرات والدعم والمشاركات على صعيد اللاعبين والمدربين.
وبعد هذا تأتي جهود بعض المدربين والاداريين المحبين للعبة والذين قضوا فيها السنين الطويلة وببعض المحافظات للإبقاء على نبض هذه اللعبة بغرفة الانعاش من خلال العمل والمتابعة على ماتبقى من لاعب ومن انجازات لهذه اللعبة العريقة والتي لها الباع الطويل على الصعيد العربي والدولي وممن هم غيورون على الاستمرار بالمشاركة تحت اسم الوطن رغم كل الصعوبات والظروف وأبوا الابتعاد والتوقف عن التمرين والتدريب والمتابعة.
وختم المدرب عماد سراج: نتمنى من يرى بأن هذا التراجع لأي سبب من الأسباب بأن يسعى لتفاديه أو تجاوزه إن كان لاعباً أو ادارياً أو فنياً أو قيادياً غيوراً على هذه الرياضة مبتعداً عن كل أمر شخصي ولتتمثل فيه القيم والأخلاق الرياضية.