حوار – عبير علي :فرض نادي المحافظة اسمه بقوة في الساحة الرياضية رغم قصر المدة الزمنية منذ إنشائه في العام 1988 بعد أن استطاع بخطوات واثقة أن يغني رياضة الوطن بالكثير من البطلات والأبطال في مختلف الألعاب لاسيما الفردية،
فالنادي كان ولا يزال يسيطر على ألقاب الجمهورية في الألعاب التي يمارسها، كما أن بطولاته الخارجية لا يكفي المجال لذكرها هنا، إلى جانب إعطاء أهمية قصوى للجانب الاجتماعي والثقافي ليكون بذلك قد جمع الاهتمام بالجيل الصاعد من كل الأطراف، ومشروع (بكرا إلنا) أكبر دليل وبرهان مع تحول النادي إلى منبر رياضي وثقافي واجتماعي للجيل الصاعد حيث استطاع تقديم الرعاية لجميع حالات الإبداع في مدارس دمشق، وذلك بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الحكومية والأهلية.
|
نادي المحافظة الرياضي النموذجي بدمشق يبهر رواده بالاختصاصات الرياضية والثقافية والاجتماعية التي تمارس بصالات وملاعب النادي، فهو مؤسسة ناجحة بكل المقاييس الإدارية والفنية والتنظيمية وهناك مشاريع اطلقت وتعممت ونجحت، وهناك مشاريع قيد الانطلاق، وهذه العناوين والتفاصيل نجحت بتضافر الجهود والتعاون الفعّال بين أعضاء مجلس إدارة النادي والمشرفين على الألعاب وبين الاتحاد الرياضي العام ومحافظة دمشق .
واليكم تفاصيل الحوار مع ربان سفينة النادي الأستاذ محمد السباعي عضو مجلس الشعب رئيس النادي .
– نحن في نهاية عام فكيف تقيم الألعاب الرياضية في ناديك؟
ج – ألعاب جيدة وهي: كرة القدم و كرة المضرب والشطرنج وكرة الطاولة والجمباز والدراجات والبلياردو والسنوكر ورفع الأثقال.
ألعاب نعيد ترتيبها: ألعاب القوى.
ألعاب قيد البناء: كرة السلة والقوس والسهم والريشة الطائرة.
لكن بشكل عام على أي لعبة في أي نادٍ تحتاج الى وجود اتحاد لعبة لديه استراتيجية عمل وخطة واضحة وآلية تعامل مؤسساتية إضافة لوجود معايير للتقييم وأسس للثواب والعقاب ونحن وأي إدارة نادٍ مهما اجتهدت لن تستطيع البناء المتين دون ما أشرنا إليه وأن تحقق شيئاً، فهو لمرحلة زمنية صغيرة وليس بشكل مستمر.
-هل كان بالإمكان أفضل مما كان؟
ج – أكيد نحن نتمنى الأفضل لكن الأزمة وعدم حسن التعامل مع تداعياتها عقبة نحاول تجاوزها، الأفضل يتحقق حين وجود محاسبة من القيادة الرياضية لكل المؤسسات -اتحادات ذات رؤية استراتيجية -لجان متخصصة فاعلة -أندية راغبة وقادرة على العمل.
|
– كرة السلة لعبة حديثة في ناديكم كيف خط سيرها ؟
ج – نحن متفائلون فالكادر الفني والاداري متخصص و المواهب متميزة وراغبة بتحقيق النتائج، ما يميز هذه اللعبة أن كوادرها عملت بأهداف مشروع «بكرا النا» وكذلك لاعبونا ولاعباتنا عاشوا كرة السلة وعاشوا معها حب الوطن واحترام رموزه والحفاظ على خيراته وعاشوا التآخي والتلاقي بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، إضافة لذلك هم تربوا على أساس أن اللقاء في هذا النادي ليس للرياضة وكرة السلة فقط انما للثقافة وللحياة الاجتماعية والتفوق الدراسي والأخلاق الحسنة.
– قيل إنكم ألغيتم كرة القدم النسائية فما الأسباب؟
ج – نحن لم نلغها بل أوقفناها وحافظنا قدر المستطاع على كوادرها، لكن إذا كان اتحاد كرة القدم لا تعنيه هذه الرياضة فكيف نعمل نحن؟ منذ عشرين عاماً نعمل بكرة القدم الأنثوية لكن هل نمارسها وحدنا ؟! دون أفق ودون جدوى، دعونا كل كوادر كرة القدم من سيدات وناشئات وشبلات لكي يختاروا لعبة أخرى أو نشاطاً ثقافياً أو فنياً او إعلامياً ضمن النادي، بعضهن اخترن نشاطاً آخر أو لعبة ونجحن بذلك وبعضهن ينتظرن ونحن ننتظر معهم قرار اتحاد الكرة، من جهتنا لن نعيد ممارستها الا بعد أن يضع اتحاد الكرة استراتيجية واضحة لكرة القدم الأنثوية أو أن يمنحنا حق وضع استراتيجية لها ونحن جاهزون لبناء منتخب أنثوي يليق بسمعة الوطن، لكن على أن يكون لنا ذات الحقوق والواردات الخاصة بها.
– ما تقييمك لكرة القدم بشكل خاص في ناديكم ؟
ج – كرة القدم بشكل عام تتطور بشكل مستمر خاصة بوجود 200 طفل من مواليد 2005 وحتى 2012 وفرق أشبال وناشئين وشباب متميزة وهذا مؤشر على مستقبل أفضل، لكن أسال كما يسأل كل من يريد بناء رياضة كروية علمية واضحة اتحاد الكرة ما خطته في فئة الشباب و الناشئين والأشبال والصغار والإناث، الصالات والكرة الشاطئية، هل هناك رؤية واضحة،
نحن وكل الأندية لن تكون رؤيتنا مجدية إن لم يكن لدى الاتحاد الكروي هذه الرؤية، وبكل أسف حتى الاحتراف الرياضي لا يمارس يالشكل الصحيح، ما تتم ممارسته تجارة كروية بلا أهداف مؤسساتية بل بمكاسب ومنافسات شخصية.
– مشروع «بكرا إلنا» عمل وطني بامتياز أين وصلتم به وما الخطوات القادمة خاصة أنتم بصدد تشكيل مجمّع إعلامي، أين وصل هذا المشروع ؟
ج – مشروع «بكرا إلنا» انطلق من عمق الأزمة الشرسة والتي حملت الى جانب الدمار والقتل والتخريب معاني الحقد والكراهية وأقسى درجات الإرهاب، انطلق نهاية عام 2013 وكانت دوافعه الوقوف الى حانب أطفال الوطن وسحبهم من أيادي التكفيريين والظلاميين وإخراجهم من هول الأزمة والعمل على تحقيق ما أمكن من السعادة والطمأنينة، دخلنا الى كل مراكز الإيواء الى دور الأيتام والى مدارس أبناء وبنات الشهداء والى بعض مدارس دمشق في مختلف مناطقها، استمرت المرحلة الأولى من 4/12/2013 وحتى 15/12/2015 ووصل عدد الطلاب والطالبات الى عشرة آلاف ذكوراً وإناثاً من عمر 5 سنوات وحتى 15 سنة وجدنا أهم ثغرة خلال المرحلة الاولى وهي حاجة هذا المشروع الى عدد أوسع من المدربين والمدرسين بمختلف الأنشطة الممارسة ضمن المدارس والمراكز والأهم أن يكون هؤلاء بنوعية تساعدنا على تحقيق أهداف المشروع وهي تعميق حب الوطن والحفاظ على خيراته واحترام رموز سيادته في نفوس الطلاب وترسيخ مبدأ الحوار والتلاقي وزرع المحبة بين كل أطياف المجتمع وصولاً لبناء أسرة سورية واحدة وتقديم كل مستلزمات الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية للأطفال ضمن هذه المراكز واكتشاف مواهبهم والعمل على تنميتها ليكونوا بناة مستقبل سورية المشرق.
أقمنا من 1/1/2016وحتى 30/7/2016 دورات تدريب وتأهيل لخريجي الجامعات والمعاهد من مختلف الاختصاصات للأنشطة الممارسة في المشروع وبلغ عدد الناجحين 850 تقريباً، اضافة الى دورات ادارة وتنظيم للجان الإدارية المشرفة على مراكز المشروع وانطلقت المرحلة الثانية من 14/8/2016 وحتى 1/8/2017 وبلغ عدد الطلاب ثلاثين ألفاً، بختام المرحلة الثانية أقمنا معسكر الوفاء للجيش العربي السوري من 6/8 ولغاية 13/8/2017 دعونا اليه عشرة أطفال ذكوراً وإناثاً من كل محافظة من محافظات القطر، وقمنا بتأمين النقل والإقامة والإطعام والأدوات اللازمة لكافة المشاركين وبلغ عددهم 140 طفلاً وطفلة وكان معسكراً متميزاً تشرفنا خلاله بزيارة مختلف المنظمات والنقابات والمؤسسات الوطنية واطلعوا على فعالياته وشاركونا الأنشطة، اضافة لمشاركة المواهب المتميزة في مشروع «بكرا النا».
يوم 14/8/2017 أقمنا حفلاً ضمن النادي قدمنا فيه (اوبريت وردة وفا) من اعداد وسيناريو الفنان اللبناني نزار فرنسيس وشاركت في هذا الحفل جوقة فرح وحضره أكثر من ثلاثة آلاف من أهالي أطفال «بكرا النا» تم بنهايته اطلاق المرحلة الثالثة من مشروع «بكرا النا» والذي يضم قسم الأنشطة الرياضية: كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وكرة اليد وكرة المضرب وكرة الطاولة والريشة الطائرة وألعاب القوى و الجمباز والشطرنج والدراجات.
قسم الفنون البصرية والتطبيقية: رسم – نحت – أشغال يدوية – خط عربي- تصوير ضوئي- إعادة تدوير.
قسم الموسيقا: عزف – غناء كورال.
قسم المسرح: رقص بكافة أنواع، تمثيل وكتابة نص مسرحي.
قسم الإعلام: تحرير- إعداد – تقديم .
قسم الإبداع: اختراع – كمبيوتر- شعر -خطابة – تفوق علمي.
قسم الادارة والتنظيم: يضم اللجان والعلاقات العامة والخدمات.
بنهاية المرحلة الثانية تم تقييم كافة الطلاب والطالبات بمختلف الاختصاصات تقييماً علمياً متطوراً حيث برز منهم 722موهبة متميزة جداً، بدأنا في المرحلة الثالثة بوضع برامج وخطط تدريب متميزة جدا لهم وتم تكريمهم ضمن لقاءات مع أهاليهم واداراتهم.
من هؤلاء المواهب المتميزة يوجد أكثر من 250 موهبة رياضية بمختلف الألعاب، تم تقييم كل منهم بالاختصاص من لجان وضعها الاتحاد الرياضي العام ثم حضر بعض المستشارين من جامعة تشرين كلية التربية الرياضية وقيموهم أداء حركياً ثم تقييم ذكاء وذاكرة من اختصاصيين بكلية التربية في جامعة دمشق، اضافة لإجراء فحوصات طبية كاملة لهذه المواهب وحاليا يتم اعداد دراسة من السيد رئيس الاتحاد الرياضي العام لافتتاح أول مدرسة رياضية تخصصية لهؤلاء المبدعين بالتنسيق مع وزارة التربية ومحافظة دمشق.
وفي باقي الأقسام مواهب متميزة أيضا ومنهم 51 موهبة في الإعلام ونحن حاليا بصدد إنشاء قاعة خاصة للإعلام سيتم تجهيزها بكافة المستلزمات من كاميرات وجزيرة مونتاج وتسجيل صوت، كل ذلك لنؤكد أنه حين تتحقق التشاركية والتعاون والتنسيق بين المؤسسات الوطنية ينتج عن ذلك عمل جيد ونجني ثمرات ناضجة .
هنا لابد أن أقدّم كل التحية والاحترام لمن زرع هذه الفكرة ورعاها وقدّم لها كل الاهتمام وهو السيد الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق، إضافة للتحية والاحترام لشركاء العمل سواء وزارة التربية أم الثقافة أم الاعلام ولمنظمة الاتحاد الرياضي العام وفريق شباب دمشق التطوعي واتحاد الطلبة و شبيبة الثورة، فهؤلاء معاً كانوا شركاء هذا المشروع.
– في مؤتمركم السنوي تمت الإشارة الى مجموعة من المنشآت ستقام في حرم النادي، فما هي وهل تم الإقلاع بها ؟
ج – واحدة من هذه المنشآت سيتم تخصيصها لقسم الإعلام وأخرى لكرة الطاولة، إضافة لصالة رفع الأثقال وأخرى لأعمال النحت وهناك مشروع سيتم طرحه كاملاً يضم مسابح صالة مغلقة وملاعب مكشوفة وحدائق و أماكن استثمارية.
– كلمة أخيرة عن كيفية تطور الرياضة بظل ظروف يستغلها الآخرون بلا حركة فكيف ترى ذلك وما رأيك وهل أنت راضٍ عن مسيرتها وهل مازال المشرفون على صناعة القرار يعملون بردود الأفعال أم الرياضة فوق الجميع ولا أحد عليه (فيتو) يعني الجميع تحت المحاسبة؟
ج – بالتأكيد أثرت الأزمة على كل مفاصل الحياة وحتى الرياضة لكن كلمة حق العديد من المؤسسات الرياضية والقيادات تحدت هذه الأزمة وسعت لوضع الحلول المناسبة للعوائق والعقبات، هذه الأزمة أوضحت قدسية وروعة وشموخ المواطن العربي السوري حيث كانوا الرديف الجيد لجيشنا الصامد الشامخ والذي سطر أروع ملاحم الانتصار على الارهاب ولن ننسى شهداء الرياضة، كما علينا ألّا ننسى ما يحققه أبطالنا في المحافل العربية والقارية والدولية وكان أبرزها ما حققه لاعبو المنتخب الوطني بكرة القدم برسم ابتسامة لشعبنا هو بأمس الحاجة إليها .
العمل الرياضي يحتاج الى مزيد من التنظيم الجيد والتخطيط السليم، اضافة لتجسيد معنى الرياصة ثقافة واسلوب حياة وبالتأكيد اذا حققنا ذلك سنصل الى رياضة وطنية متطورة .
ما أراه أن هذا الأمر هو باهتمام السيد رئيس الاتحاد الرياضي العام ومعه عدد من قيادات العمل الرياضي وقد يكون عددهم قليلاً لكن أنا متفائل أنهم بقيادتهم سيصلون الى تحقيق ذلك، وبالنهاية جميعنا يعمل للوطن وبنهج سيد الوطن حيث يستحق منا الكثير، ووفاء لدماء شهدائنا يجب أن نجعل هذا العدد يكبر يوماً بعد آخر.