عندما انتهت مباراة السعودية وكوريا الجنوبية في سيئول سئل حكمنا الدولي المتقاعد جمال الشريف
عن هوية حكم يحبذه للمباراة المنتظرة بين السعودية وكوريا الشمالية فكانت إجابته صريحة وواضحة السوري محسن بسمة.
جمال الشريف ليس من طينة المجاملين ومسيرته في الدوري السوري طوال خمسة عشر عاماً لايستطيع أحد أن يدنسها فكان بحق اسماً على مسمى .
جمال الشريف فصل في ثلاثة مونديالات وخلالهما تواجد في أولمبياد سيئول 1988م وقاد مباراة لحساب نصف النهائي وعلى الصعيد الآسيوي أسندت له المباراة النهائية لكأس أمم آسيا في اليابان 1992م وحينها أخذ السعوديون على خاطرهم لأنه لم يجاملهم متناسين أنه لايميز في الملعب بين عربي وغيره كما أن تونس عندما نظمت كأس أمم إفريقية 1994م خرجت على يديه عندما فصل بينها وبين زائير في ختام الدور الأول !!
ليس بالضرورة أن يكون حكمنا محسن بسمة موفقا في المباراة الأخيرة للسعودية وليس بالضرورة أن يكون البسمة موفقاً في قيادته لقمة الدوري أمس فكل حكم معرض للخطأ لكن ماهو مؤكد أن أخطاءه إن حصلت إنسانية كما أنه الحكم الأفضل في ملاعبنا وتجاربه في المباريات الدولية ترفع لها القبعات وكلنا يعلم مدى الحساسية بين الكوريتين ولكنه قاد المباراة باقتدار وكأنه في نزهة ….!!
وكلنا يعلم مدى صعوبة مباراة السبت الفائت بين أوزبكستان واليابان وشاهدناه يقودها لبر الأمان وكيف كان جريئاً في قراراته بما في ذلك البطاقة الحمراء بوجه أحد لاعبي اليابان مع غروب شمس المباراة .
على كل، البسمة والرشو وغيرهما يقودون مباريات خارجية على درجة عالية من الكفاءة لكونهم بعيدين عن الضغوط إضافة إلى أن اللاعبين الدوليين يلتفتون لكرة القدم دون سواها بينما في ملاعبنا يكثر الاحتيال والتحايل وتمارس ضغوط عدة على الحكام من داخل الملعب وخارجه ويسمعون هتافات يندى لها الجبين مع كل صافرة لاتتفق مع أهواء جمهورنا الذي تحكمه العاطفة فتتولد الأخطاء .
لاشك أننا أخذنا الجانب المضيء في تحكيمنا مع اعترافنا بوجود قلة فاسدة بالدلائل والحجج والبراهين والتحقيقات بشأن التلاعب بنتائج مباريات الدوري قد تزودنا بأسماء بعض هؤلاء القلة التي يجب نبذها واجتثاثها من جذورها.
محمود قرقورا