كتب – غانم محمد-نصف المشكلة في المنتخب الأولمبي وجدت طريقها إلى الحلّ والنصف الآخر ينتظر… الكرامة الذي يملك فريقاً كاملاً على مقاعد الاحتياطيين
يبحث عن لاعبين محليين وخارجيين… الاتحاد وبعد أن اختار التانغو لغةً لموسمه القادم هل سيعيد كرته إلى سكّة الألقاب?
اتحاد الكرة الذي (هلكنا) بالنقّ والشكوى من قلة الموارد المالية والباحث بالسراج والفتيلة عن تسويق مناسب لبطولته المحلية يضع في دفتر شروطه لتسويق الدوري بنداً عجيباً غريباً (ومن تحت لتحت) يتمنى على مجلس الوزراء أن يضمن حقّ الأندية بموضوع النقل التلفزيوني!
كرتنا المحترفة في (6) محافظات فقط, والبقية تكتفي بدور المتفرّج وتعجز عن القيام بواجب الهواية!
معظم الذين يعملون في كرة القدم السورية بعيدون عن أضواء اللعبة وأصحاب الخبرة فيها مبعدون عنها أو مبتعدون!
أخشى عليكم من (الجلطة) إن قلتُ لكم إن وفداً إعلامياً قوامه (50) شخصاً من اختصاصات مختلفة سيرافق منتخبنا الوطني للناشئين إلى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية!
هل وصلت الرسالة أم ننتقل إلى التوضيح والتفصيل?
أولاً – في المنتخب الأولمبي
المشكلة أننا عاطفيون (زيادة عن اللزوم) وقد وضعتنا هذه العاطفة (المريضة) بعض الأحيان أمام قناعات ليست مكتملة النصاب فصوّرنا ( وهذا خطأ منّا) أنّ كلّ المشكلة في المنتخب الأولمبي هي مشكلة المدرب ورحنا نكرر مطالبتنا باستعجال قدوم هذا المدرب..
جاء المدرب ومعه سمعته الطيبة في الكرة العراقية فهل انتهت مشكلة المنتخب الأولمبي أم أننا بدأنا بملامستها بوضوح أكثر?
أنور جسام مدرب منتخبنا الأولمبي طلب صالة حديد ومسبحاً من أجل زيادة قوة اللاعبين والتي وجدها فاترة على حدّ تعبيره كما أنه أشار إلى موضوع وزن بعضهم الزائد وهذه الإشارات يفهمها المتابع الفاحص للعمل الكروي على أنها ركائز سيعتمد عليها في التصدّي لتقييم عمله إذا لم يكتب له النجاح!
اللاعبون أبدوا ارتياحهم للمدرب الجديد! هذه (المجاملات) أصبحت عادة في ثقافة لاعبنا, هذا اللاعب الذي يبقى على هذا الحدّ من المجاملات إلى أن يتضرّر وجوده في المنتخب أو يخفّ عطاؤه فيفتح النار على المدرب متهماً إياه بعكس ما أشاد به سابقاً وبالتالي لن نعتبر مشكلة المدرب محلولة إلا في جانبها النظري من حيث استقدام المدرب أما مدى انسجام اللاعبين معه ومدى قدرته على ضبط إيقاع المنتخب وتطوير أداء لاعبيه فهذا الأمر متروك للأيام القادمة والتي يجب على اتحاد الكرة أن يزرعها متابعة ميدانية للعمل في هذا المنتخب وألا يكتفي بالتقارير التي تصل غرفه المكيّفة, وألا تبقى هذه المتابعة إقليماً منسياً في كرتنا الوطنية.
ثانياً – في نادي الكرامة
الإنجاز جميل, والأجمل أن يسعى الجميع إلى تعزيزه وعدم التفريط به, ومن هذا المنطلق (على ما أعتقد) كان الطرح الكرماوي في اجتماع الإدارة الزرقاء الأسبوع الماضي بالسعي للتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب والتجديد للاعب البرازيلي فابيو…
الكرامة, وكما أفسّر ملامح وجوه القائمين عليه, وضع الوصافة الآسيوية خطّاً أحمر لسقف تطلعاته, أي انه لا يقبل أن يكون أقلّ من ذلك فما بالك إذا ما كان الكرماويون يفكّرون بالعالمية كما تأتي التصريحات الزرقاء?
بالطبع هذا الأمر يتطلب نهجاً مختلفاً بالتفكير والتعامل وإن كنتُ من المعجبين جداً بالمقولة الكرماوية (الكرامة صناعة حمصية مية بالمية) بل أن هذه المقولة المنطلقة من الواقع هي التي وضعتنا جميعاً خلف الكرامة مؤازرين ومناصرين ومحفزّين ولكن كيف سيكون الحال وهذه المقولة تتخلّى عن دعائمها شيئاً فشيئاً?
لنترك لغة العاطفة جانباً ونتحدث بواقعية جميلة, فالمنافسة الآسيوية ومن ثمّ طرق أبواب العالمية بحاجة للاستعانة بلاعبين أجانب من طراز عال ومعه شهادة (إيزو الجودة) ولكن يجب ألا نحوّل قسماً كبيراً من الوهج الأزرق إلى إقليم منسيّ في مدينة ابن الوليد وأعني أبناء نادي الكرامة الذين صبروا على مقاعد البدلاء كثيراً, أو أولئك الذين قد ينتقلون إلى هذا المقعد مع قدوم لاعبين جدد!
ثمة لاعبون كثر كان بإمكانهم أن يسطعوا في سماء النجومية ويسعى الكرامة للتعاقد معهم لو أنهم كانوا في أندية أخرى وأخذوا فرصتهم كاملة فهل ذنبهم أن ناديهم (الكرامة) لم يعطهم الفرصة الكاملة?
حسب ما يصلنا من حمص فالبحث جارٍ عن مهاجم, فهل تحوّل مهند إبراهيم إلى منسيّ, ويبحثون عن حارس مرمى أيضاً (نعم نادي الكرامة يبحث عن حارس) فهل نسيتم أن عدنان الحافظ كان مرشحاً لأن يكون الحارس رقم واحد في سورية لو أنه أُعطي الوقت الكافي بين أخشابكم?
أخشى أن يتحول جيل كامل من اللاعبين الكرماويين إلى (إقليم منسيّ آخر) في الكرة السورية وإن استمرت النيّة الكرماوية باستقدام المزيد من اللاعبين فعلى الأقل ليفكّر نادي الكرامة بإعارتهم إلى أندية محلية أو عربية!
ثالثاً – في الاتحاد
لا أعتقد أنّ قلّة الكوادر القادرة على قيادة كرة الاتحاد من داخل النادي هي التي دفعت الإدارة الاتحادية المؤقتة للتعاقد مع الأرجنتيني أوسكار ليقود كرتها في الموسم القادم, كما أنني لا أعتقد أنّ (البروظة) هي التي دفعت هذه الإدارة للإجراء المذكور ولكن ثمّة تفسير قد يبدو منطقياً إذا ما اعتبرنا أن هذه الخطوة تشكّل إجراءً وقائياً يضمن تهدئة مطلوبة في النادي الملكي ويضمن أيضاً وقف (الحروب الباردة) في أروقة هذا النادي, وهذه الخطوة ستكون إيجابية جداً وتعيد الوئام إلى الشارع البرتقالي إذا ما ترافق حضور أوسكار في الموسم القادم مع نتائج طيبة لفريق الاتحاد واستطاع استرداد بطولة الدوري أما أي شيء غير هذا فسيبقي الأمور على ما هي عليه والوصافة (إن كانت) ستكون كارثة لأنها تحققت مرّتين في ظلّ تخبّط إداري وتدريبي وسينطق لسان حال الاتحاديين بالقول: كأنك يا أبا زيد ما غزيت!
لذلك وكتتمة لهذا الإجراء الوقائي يجب أن تكون هناك بعض التعاقدات المؤثرة التي تضمن نجاح فريق الاتحاد في الموسم القادم وبشكل أكثر وضوح تضمن فوزه ببطولة الدوري والتحليق في الملاعب الآسيوية.
رابعاً – في اتحاد الكرة
في دفتر الشروط الذي أُعدّ لتسويق دوري المحترفين هناك بند يقول: يحقّ للتلفزيون السوري نقل مباريات الدوري أرضياً ومجانياً!
لستُ ضدّ مشاهدة الدوري السوري على القنوات الأرضية ولا حتى على الفضائية السورية ولكن طالما هناك احتراف واستثمار وهناك أندية ستدفع الملايين, وطالما أن التلفزيون يدفع حوالي (40) مليون ليرة سورية لقاء أقل من (30) ساعة بثّ درامية في شهر رمضان المبارك فلماذا لا يدفع مثل هذا المبلغ لساعات بثّ أطول وأكثر مشاهدة وهو ينقل مباريات دوري المحترفين ولماذا فرّط من أعدّ دفتر الشروط بهذا الحقّ من حقوق الأندية?
إذا نقل التلفزيون مباراة واحدة كلّ أبوع فإن هناك (39) ساعة بثّ تستقطب ملايين المشاهدين ويمكن أن تكون موضع استثمار إعلاني كبير من جانب التلفزيون فلماذا فرّط الاتحاد الرياضي بهذا المورد المهم لأنديتنا ولماذا حتى الآن لم نسمع أي احتجاج أو شكوى من أي نادٍ?
هذا الحقّ المنسيّ هو أيضاً إقليم منسيّ في كرتنا الوطنية خاصة بعد اتجاهها إلى عالم الاحتراف الذي يعتمد المال لغة رئيسية إن لم تكن وحيدة فيه!
خامساً- 6 في الاحتراف!
ستّ محافظات فقط تدور في فلك الاحتراف الكروي وهي: دمشق, حمص, حماة, حلب, دير الزور, اللاذقية وبقية المحافظات تتفرّج على هذا الاحتراف وتتحسّر على واقع كرتها بل أنها عاجزة عن تأمين الحدّ الأدنى من مقومات الهواية الكروية!
كان أولى باتحاد الكرة وبدل أن يستعرض عضلاته بدفع أجور الحكام لكلّ الفرق المحلية أن يعلن دعمه سنوياً لإحدى المحافظات المنسية كروياً ويعلن تبّنيه لكرتها مادياً من خلال رصد مبلغ معين لأنديتها بمختلف درجاتها علّ مساحة اللعبة تتسع شاقولياً وأفقياً لأنّ ذلك يصبّ في مصلحة المنتخبات الوطنية, هذه المنتخبات التي ستبقى متخلفة طالما تعتمد في حضورها على لاعبي عدد قليل من الأندية لا لأنهم الأفضل بل لن البقية لا تتاح لهم فرصة الظهور والاحتكاك المفيد وبالتالي فرض حضورهم.
هذه المحافظات الغائبة كروياً هي أكثر الأقاليم الكروية المنسية التي تحتاج لتدخّل سريع وفعّال.
سادساً – في مسألة الخبرات
لن أكثر من الكلام في هذا الجانب حتى لا يعتبر أيّ من الموجودين في ساحة العمل الكروي أنه المقصود ولكن أستطيع أن أقول إن 60 % من المناسبين للعمل في كرتنا (في الاتحاد ولجانه الرئيسية والفرعية) هم خارج هذه المؤسسات وأن 60 % من الموجودين في هذه المؤسسات غير مناسبين وهذا يكفي لاعتبار هذه القضية من المنسيات في كرتنا!
سابعاً – هذا القصور!
لنسلّم أولاً أن مؤسساتنا الإعلامية مقصّرة في نظرتها للرياضة وللإعلام الرياضي ربما لأن من يدير هذه المؤسسات بعيد عن الرياضة وأهميتها وخصوصيتها, ولكن ماذا نقول عن المؤسسة الرياضية?
ستصل بعثة منتخبنا الوطني للناشئين إلى كوريا للمشاركة في نهائيات كأس العالم وسيسأل الإعلام الكوري هناك عن عدد الصحفيين السوريين المرافقين لمنتخبها إلى هذا العرس العالمي وسيُصدمون عندما يأتيهم الجواب: لا أحد!
في مباراة واحدة جاء مع المنتخب الأولمبي الياباني إلى دمشق حوالي (50) صحفياً وفي مباراة واحدة في تصفيات أمم آسيا جاء مع المنتخب الكوري الجنوبي إلى حلب (70) صحفياً وعندنا إن ذهب أحد الزملاء في بعثة رياضية اعتبرنا ذلك فتحاً كبيراً.
التقصير يقع على عاتق المؤسستين الإعلامية والرياضية وحجّة الطرفين عدم توفّر الإمكانيات المالية!
إن لم نجد الحلّ لكلّ هذه المنسيات فلن تتحرك كرتنا قيد أنملة إلى الأمام وقد تعمدت أن اجمع أكثر من موضوع واحد في هذه اللفتة لأنه بتقاطع هذه الأمور مع بعضها تظهر المشكلة والحلّ في سهرة راقصة واحدة.