بدأت دقّات قلوبنا تتسارع, وبدأت هذه القلوب محاولة الهروب من الصدر إلى ملعب الحمدانية قبل أيام قليلة من موعد مباراتنا الافتتاحية في تصفيات كأس آسيا لكرة القدم برسم المجموعة الثانية التي تضمّ إلى جانب منتخبنا كلّاً من: كوريا الجنوبية, إيران, تايوان.
|
نستنفر لمباراة دولية ودية يكون منتخبنا طرفاً بها, تحترق أعصابنا وتتلف أحياناً عندما نرى فرصة مهدورة أو تمريرة خاطئة, وقد لا ننام عندما نخسر أو نعجز عن تحقيق النتيجة التي ترضي الحدّ الأدنى من طمعنا الكروي…
|
تقوم الدنيا ولا تقعد عندنا إذا ما اقترب موعد استحقاق رسمي لكرتنا مهما كانت هوية هذا الاستحقاق, ويزداد هذا الاهتمام عندما تكون المناسبة تصفيات كأس العالم أو كأس آسيا وها نحن الآن أمام هذا التحدّي الآسيوي فماذا أعددنا له?
أهلاً بكم!
يرافق المنتخب الكوري مترجم ولديه ما يفعله غير ترجمة الأحاديث المباشرة بين الكوريين والسوريين, ومن المؤكد أنه سينقل للبعثة الكورية ما تكتبه الصحافة الرياضية السورية عن هذه المباراة ومن باب الحرص على معنويات منتخب بلاده فإنه لن يكون (ترجمان محلّف) وسيصوّر للاعبي منتخبه حالة ارتباك أو خوف إلى ما شابه ذلك لكنه بالتأكيد سينقل لمدرب كوريا أو على الأقلّ لرئيس بعثتها العبارات الآتية:
يا سيدي الكريم: منتخب كوريا منتخب له مكانته عند الجمهور السوري, ونعلم أنّه من أقوى المنتخبات الآسيوية, وأنّه رابع كأس العالم الماضية والمتأهل إلى النهائيات العالمية ,2006 وعلى صعوبة حفظ أسماء لاعبيكم فقد حفظناها, ونعرف كلّ لاعب أين يلعب وما هو رصيده من المباريات وماذا لديه من مهارات, ونعرف أنكم أرسلتم من يراقب منتخبنا منذ فترة طويلة وقد كان ذلك برفقة أحد العاملين في اتحادنا الكروي وبمساعدة بعض الزملاء الصحفيين وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على ثقتنا الكبيرة بمنتخبنا..
أهلاً بكم في سورية لكم ما شئتم..زوروا قلعة حلب, دقّوا باب الحديد, خذوا من سندس نسيجها ما تحبّون وكلّوا من كببها ما ترغبون, استمتعوا بأهازيج جمهورها, انزلوا إلى أسواقها القديمة, استمتعوا بطرب قدودها, كلّ شيء متاح لكم إلا نقاط المباراة فهي لنا وفي هذه المسألة فقط سنبدي بخلنا أيها الأصدقاء..
عزيزي مترجم المنتخب الكوري: أتمنى أن تقصّ على أفراد منتخبك أنّه في يوم من أيام عام 1984 حين كانت كرتنا هاوية ولا تجد من يغذّيها بالوقود الكافي وعبر مجموعة من نجوم الأمس الذين سطعوا في سنغافورة فزنا عليكم بهدف سجله نجمنا المحبوب رضوان الشيخ حسن من قذيفة أرض – أرض من مسافة 45 متراً هزّت شباككم وكانت هذه آخر ذكرى كروية بيننا وبينكم آسيوياً وإننا مصممون على تكرار الأمر ذاته لكن بأكثر من هدف هذه المرّة.
وقل لهم أيضاً: الطمع ليس جيّداً, فقد تأهلتم إلى كأس العالم وهذا يكفيكم وإن كانت لديكم رغبة بالحضور في النهائيات الآسيوية عام 2007 فنافسوا منتخب إيران على البطاقة الثانية أما البطاقة الأولى فهي لنا حصراً وعذراً منكم..
مرّة أخرى أهلاً بكم في ربوع حلب الشهباء مع اقتراب حلول الربيع, استمتعوا بجمال حلب الشهباء وتسابق براعم أشجارها نحو الضوء ولا تفكّروا كثيراً بالمباراة لأن نتيجتها لنا بإذن الله وقد استعجلنا بقول هذا الكلام ليتسنى لجميع أفراد بعثتكم قراءته على هدوء..
عذّبتم أنفسكم وأرسلتم من يراقب منتخبنا ولو أنكم طلبتم منّا ذلك لأرسلنا لكم كلّ ما تسألون عنه..
صحيح أنّ ملعب الحمدانية لا يتسع لأكثر من (40) ألف متفرّج لكنكم ستسمعون في الملعب هدير 20 مليون حنجرة تشجّع منتخب سورية ولا تسألوني كيف!
سنعطيكم المعلومات التي لم تستطيعوا معرفتها عن منتخبنا, وسنقول لكم كيف سنلعب وفوزوا إن كنتم قادرين!
أتمنى أن تبقوا في سورية يومين أو ثلاثة بعد المباراة لتتابعوا كيف سنتعامل باحترام كبير مع خسارتكم أمام منتخبنا لأن منتخب كوريا وكما ذكرنا سابقاً هو منتخب كبير وقوي بنظر الجمهور السوري وله كلّ حبّ واحترام لدى هذا الجمهور لكن منتخبنا هذه المرّة هو الأكبر وهو الأفضل وهو من سيفوز.
نصائح مجانية
ما سأقوله لأصدقائنا في المنتخب الكوري لن أقوله لغيرهم والسبب كما أسلفت هو أنّ هذا المنتخب يحتلّ مكانة كبيرة عند الجميع في سورية ولذلك أتمنى ألا تكون زيارتهم إلى بلدنا الحبيب خالية من الذكريات الجميلة وستكون كذلك إن حصروا كلّ تفكيرهم في المباراة لأنهم سيخسرونها لذلك أنصحهم بالآتي:
– أفضل وقت لزيارة قلعة حلب هو بين العاشرة والثانية عشرة ظهراً وفي هذا الوقت بالذات تنير أشعة الشمس مداخل دهاليزها وتضفي على أوابدها الأثرية منظراً آخاذاً.
– زيارة الأسواق القديمة في ساعات الصباح الباكر ليعودوا بذاكرتهم إلى حكايا طريق الحرير ويعيشوا هذه الحكايا على أرض الواقع.
– قليل من الفلفل مع الكباب الحلبي يجعله أكثر الأطعمة لذّة وطيباً فلا تعودوا من حلب قبل أن تتذوقوا ذلك.
إلى لاعبينا مع المحبّة
أعرف أنّ الوقت ليس وقت كلام, وأنّ الأيام القليلة القادمة تحتاج إلى تركيز كبير, لكن ثمة حديث ودّي أتمنى أن يصلكم قبل بداية مباراتنا مع كوريا في الحمدانية:
اتكلوا على الله وضعوا الوطن ومحبّة أبنائه لكم بين عيونكم, وانطلقوا إلى الحمدانية واثقين بمحبتنا ودعمنا لكم وبقدرتكم على إعادة الصيحة الكروية السورية ويالها من صيحة على حساب رابع المونديال الآخير, هذه الصيحة ستستقر في أعماق قلوبنا وفي أعماق أصحاب القرار الرياضي وستكون مكافأتكم كبيرة جدّاً.
وإلى الجهاز الفني
نعرف أنّ مشوار التصفيات طويل جداً وأنّ التعويض في المباريات القادمة ممكن, لكن لا نريد أن نضيّع شيئاً لنحاول تعويضه لاحقاً, لدينا لاعبون جيّدون, والتحضيرات كانت جيدة, والملعب ملعبنا والجمهور يتكلّم: أنا سوري آه يا نيالي, فأعطونا الفرحة التي اشتقنا إليها.
موعدنا في الحمدانية وعلى نغمة الفوز نلتقي هناك يوم الأربعاء القادم.
أمنية
أتمنى من الجهات الرسمية في حلب الشهباء أن تقصر دوام العاملين فيها إلى الساعة الواحدة فقط من يوم الأربعاء ليتسنى للجميع الزحف إلى ملعب الحمدانية لمؤازرة منتخبنا الوطني وأعتقد أن هذا الأمر واجب وطني ولا يجوز أن نمنع محبّاً من دعم المنتخب الوطني.